.jpg)
شهد الربع الثالث من عام 2025 نقطة تحوّل حاسمة في منظومة رأس المال الجريء في المنطقة. إذ جمعت الشركات الناشئة 4.5 مليار دولار عبر 180 صفقة، مسجّلةً قفزة شهرية بلغت 914%، وهي أقوى موجة تعافٍ خلال العام.
جاء هذا الانتعاش مدفوعاً بفعالية Money20/20 Middle East، الحدث الأبرز لقطاع التقنيات المالية. فقد لعب دور منصة جامعة للمستثمرين، مسلطاً الضوء على شركات فنتك عالية النمو، وممهداً الطريق لصفقات كبرى، خصوصاً في السعودية.
برزت السعودية كلاعب رئيسي خلال الربع، مستحوذة على 2.7 مليار دولار من إجمالي التمويل. وجاء ذلك بشكل أساسي نتيجة صفقات محورية، أبرزها تسهيل الدين بقيمة 2.4 مليار دولار لشركة تمارا وجولة السلسلة B لشركة هالة بقيمة 157 مليون دولار.
وحافظت الإمارات على وتيرة أداء مستقرة مع 704 ملايين دولار عبر 26 جولة، لتعزز مكانتها كأكثر مراكز التمويل اتساقاً في المنطقة. وفي الوقت ذاته، سجّل كل من عُمان والمغرب حضوراً لافتاً على خارطة التمويل، في إشارة إلى تزايد التنويع الجغرافي لمنظومة الشركات الناشئة بعيداً عن مراكزها التقليدية.
هيمن قطاع التقنيات المالية على المشهد بجمع 2.8 مليار دولار، ما يعكس ثقة المستثمرين في دوره المحوري ضمن التحول الرقمي الإقليمي. تبعه قطاع تقنيات العقار مع 528 مليون دولار، مستفيداً من الطلب المتزايد على حلول عقارية مدعومة بالتقنية وسط توسّع المشاريع والبنية التحتية.
رغم أن المراحل المبكرة سجلت العدد الأكبر من الصفقات، 55 جولة بقيمة 129.4 مليون دولار، فإن المراحل المتقدمة هي التي صنعت القيمة الفعلية، مع أربع صفقات فقط شكّلت 699 مليون دولار. تعكس هذه الأرقام سوقاً تسير بسرعتين: دعم مستمر للشركات الناشئة الجديدة، مقابل ضخ رؤوس أموال كبيرة في شركات ناضجة ذات نماذج مثبتة.
برهن الربع الثالث أن منظومة رأس المال الجريء في المنطقة لا تتعافى فحسب، بل تتطوّر أيضاً. الصفقات الكبرى عادت، ثقة المستثمرين تتصاعد، وأسواق جديدة تدخل المشهد. التحدي التالي يتمثل في تحويل هذا الزخم إلى نمو مستدام واسع النطاق، نمو يستند إلى عمق الابتكار لا مجرد ضخامة الأرقام.